نص الاستشارة:
أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثين سنة تخرجت من الجامعة قبل ثمان سنوات وفقت للحصول على عمل ومنذ ذلك الحين تقدم لي عدد من الخطاب... كان الجميع يقابلون بالرفض من الوالد... الذي اشتغل عني بالأسفار وكثرة الزواج من بعض البلدان التي يزورها وقد استفاد في تلك الأسفار مما أدره عليه من دخل كبير.. كيف أتصرف مع هذا الواقع أريد زوجا أريد أطفالا أسهر على راحتهم لم يتقدم لي أحد منذ ثلاث سنوات.. ماذا أصنع؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن حرصك على الزوج والأبناء أمر طبيعي لا تلامين عليه، بل يلام والدك الذي وقف حجر عثرة بينك وبين الزواج منذ زمن دون مبرر غير رغبه الجامحة في قضاء بعض مآربه الضيقة حتى ولو كلفه ذلك تمزيق كيان فلذة فؤاده.
ما زال هناك الكثير من الناس الذين ملأت عليهم الأنانية وحب الذات نفوسهم حتى غاب عنهم الوعي وتاهت الحكمة في ظلمة ليل بهيم محلولك لا بصيص للنور في أرجائه، فأصبحت بناتنا مهيضات الجناح وتعالى الصراخ والنحيب ولكن لا مجيب في عالم سماؤه ملبدة بغيوم الأنانية التي لا تمطر إلا عزلة وألما... ولكن قديما قال القائل:
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة*** يواسيك أو يسليك أو يتوجع
وإنه لمن العجب أن تغيب عن الأب شفقة الأبوة وتطغى عليها محبة المال وتحصيله بطريقة جائرة لا عدل فيها ولا إنصاف.
كثير من بناتنا تتحول لديهن الوظيفة إلى بلاء بعد أن تصبح بقرة حلوبا تدر على أهلها بعض الدنانير والدراهم فيسهل عليهم منعها من الزواج استئثارا بذلك المال الذي لا بركة فيه لما خالطه من الظلم والحيف والجور وأكل حقوق الآخرين بغي وجه شرعي.
مقترحات ندونها لك لعل الله ينفع بها:
عليك باللجوء إلى الله بالدعاء بأن يصح لك الحال ويصلح والدك ويلهمه رشده ويوفقه لكل خير.
ألحي على الله بالدعاء بأن ييسر لك الزوج المبارك الذي تسعدين به ويكون لك مؤازرا في دروب الحياة... ويرزقك ذرية طيبة تقر بها عينك إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
في حال تقدم الزوج المناسب لا تترددي في مصارحة والدك بأدب وذوق رفيع بأنك محتاجة لزوج وما هو متيسر اليوم قد لا يتيسر غدا.. وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...» فإن تمادى في الرفض فاعملي على توسيط من ترينه مناسبا من أهله كإخوانه أو من يعز عليه ليشرح له الواقع ويبين له خطورة الأمر وما قد ينتج عنه من أمور سلبية سببها المنع من الزواج.
إن لم تنفع الوساطة ولا النصح فعندها عليك باللجوء إلى القاضي لتبيني له أمرك، وسينصفك بعد أن يتأكد من وجاهة طلبك وكونك محتاجة للزواج.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.